 |
|
وُلد كريم بنزيمه في مدينة ليون الفرنسية يوم 19 كانون الأول/ديسمبر 1987 في عائلة تنتمي إلى الطبقة العاملة تنحدر من شمال الجزائر، ما يميّز طبعه الناضج والبسيط في آن. انطلقت أولى أيامه في عالم كرة القدم وهو بعمر التاسعة مع نادي ليون الذي بقي في صفوفه حتى توقيعه مع ريال مدريد. كان أحد أهم خريجي مدرسة ناشئي الفريق، وسجّل 38 هدفاً في موسم واحد مع فريق ما دون 16 سنة، أتبعه بلقب كأس أمم أوروبا UEFA تحت 17 سنة مع منتخب فرنسا عام 2004. استهلّ مشواره مع فريق ليون الأول يوم 15 كانون الثاني/يناير 2005 ضدّ متز. ورغم انه لم يسجّل في تلك المباراة، إلا انه صنع هدف الفوز لبراين بيرغونيو. رغم إحراز بنزيمه لقبه القاري، لم يتسرّع ناديه ويحرق مراحل تطوره، فقام بإشراكه في ست مباريات فقط خلال الموسم. رغم ذلك، تمكّن من تسجيل 12 هدفاً في 14 مباراة مع منتخب فرنسا تحت 18 سنة. في الموسم التالي خاض 13 مباراة، فسجّل هدفاً واستهلّ مسيرته في دوري أبطال أوروبا ضدّ روزنبورغ النروجي. خاض 21 مباراة وسجّل خمسة أهداف في موسم 2006-2007، لكن موهبة بنزيمه تفجّرت خلال موسم 2007-2008. أحرز ليون لقبه السابع على التوالي في الدوري وأضاف إليه لقب مسابقة الكأس. كان أيضاً الموسم الذي حمل فيه لأول مرة ألوان المنتخب الأول. في 28 آذار/مارس 2007، سجّل بنزيمه هدفه الدولي الأول مع "الزرق" في مواجهة النمسا. النقطة السوداء الكبرى في هذه المرحلة كانت خروج بلاده من الدور الأول في كأس أمم أوروبا 2008. ذاق الحلو والمرّ خلال الموسم إذ شارك مع ناديه في 36 مباراة سجّل خلالها 17 هدفاً. ورغم خروج فريقه أمام برشلونة في دور الـ16 من مسابقة دوري أبطال أوروبا، نجح بنزيمه بتسجيل خمسة أهداف في المسابقة القارية الأولى. يُعتبر من أكمل المهاجمين في العالم، ويصف نفسه انه "مهاجم نحو الأمام" قادر على صنع الأهداف، التسجيل من داخل المنطقة أو تمرير الكرات الحاسمة لزملائه. "أحب اللعب كمهاجم مع حرية الاختراق عبر الجناحين أو من خلال خط الوسط. أحب تسجيل الأهداف لكنني استمتع أيضاً بتمرير الكرات الحاسمة لزملائي". يقول مدير عام ليون مارينو فاتشولي أن بنزيمه يذكّره بالنسخة الأجمل لرونالدو، أفضل هدّاف في تاريخ كأس العالم. لا يمكن لبنزيمه أن ينال ثناء أفضل من ذلك، إذ يعتبر البرازيلي "مصدر إلهامي". يعتمد بنزيمه في لعبه على القوة الهائلة، تحركاته الماكرة، مهارته اللامحدودة مع الكرة وتسديداته المميّزة. يملك مهاجم مادريديستا الذكاء الكافي للسيطرة على أي موقف يواجهه وفي أي مركز كان. هو كالثعلب داخل منطقة الجزاء عند حاجة الفريق إليه، ويبدو جاهزاً للانطلاق في الكرات المرتدة عندما يتعرّض زملاؤه للضغط. هذا هو كريم بنزيمه، فائزٌ بالفطرة شاهد حلم حياته يتحقّق. بحسب تقليد نادي ليون، يتعيّن على كل لاعب جديد توجيه كلمة إلى زملائه الجدد. عندما جاء دور كريم، وبدلاً من الدفاع عن نفسه لمواجهة نكات ألبير، ويلتورد ومحمدو ديارا، كان كلامه محدوداً: "لا تضحكوا كثيراً. أنا هنا كي أحل بدلاً منكم!". تصريحٌ أظهر نواياه الحقيقية وأذهل الحاضرين في غرف الملابس.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق